كلمة المشرف العام على الكرسي
يقيناً نؤمن بأنَّ فكرة إنشاء كرسي أبحاث تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها لم تأتِ من فراغ، فهي حلقة تأتي عبر حلقات، وهي نتاج آمال عشناها سنوات. وحقاً ندرك أنَّ هذا الكرسي الذي جاء إنشاؤه في شهر جمادى الأولى لسنة 1432هـ ما هو إلا بداية رغم كونه تتويجا ً لجهود سبقت، فقد التقت أهدافنا في هذا الكرسي مع أهداف جامعة الملك سعود الباحثة عن الريادة والتميز؛ أهداف خرجت من منبع واحد وتصب في نفس المصب ولا نحسبها تسير إلا في طريق واحد يهدف إلى نشر لغة القرآن.
سنوات طوال وخطوات خطاها معهد اللغويات العربية يحاول فيها جاهداً أن ينشر اللغة العربية بين محبيها من المسلمين والراغبين في تعلمها من غير المسلمين عبر قنواته وأقسامه المختلفة، كأقسام اللغة والثقافة، وإعداد وتدريب المعلمين. بيد أنَّ الطامح إلى الريادة لا يتوقف، والساعي إلى تميز ليس لطموحه سقف يحده، ولا نهر يرويه.
وقد دفعت رغبة التميز والريادة التي تنشدها جامعة الملك سعود كرسي أبحاث تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها أن يجعل ذلك عنواناً لرؤيته، وفحوى لرسالته التي تمحورت حول الرغبة في إنتاج بحوث لغوية علمية تأتي تكملة لرسالة معهد اللغويات العربية المستمرة، وتجعل من التطبيق غاية ، ومن استخدام أحدث المناهج والتقنيات في هذا الطريق أسلوباً. وقد جاء ذلك عبر خطة متكاملة يضعها الكرسي نصب أعينه أساسها البحث والتأليف والنشر والترجمة في كل مايتعلق باللغة العربية وتطبيقاتها،وإقامة ورش عمل ومؤتمرات علمية تناقش كل قضايا اللغة،وإصدار سلاسل تعليمية متواصلة يكمل بعضها بعضاً رغبة في الوصول بالدارسين إلى غاية الطريق، مع تقديم الدروس عبر برمجيات حاسوبية متقدمة تجعل من العملية التعليمية أمراً ميسوراً.
ولا تتوقف آمال الكرسي عند حدود المحلية، بل العالمية مقصده وغايته، حيث يعمل الكرسي على استشراف آفاق التعاون مع المؤسسات ذات الصلة من أجل تنسيق جهود التعاون في مجال خدمة اللغة العربية. وقد بدأ الكرسي أولى الخطوات بوضع المجلس الأمريكي لتعليم اللغات ACTFL جهة استشارية علمية له أملاً في حصول الكرسي على إجازات معتمدة عبر دورات يقيمها.
ومن هنا فليس غريباً ألا يكون لأحلامنا سقف . هذه الأحلام التي رأت أن اللغة كي تسطع في سياقها القومي لابد وأن ترتكز على أبحاث تنشد العالمية، وتهتم بأنجع أساليب التعليم وأوضح معايير التعلم. تلك المعايير التي ينبغي أن تضع الدارس على الطريق الصحيح.ليس الدارس فحسب، بل والمعلم أيضاً. فكما أن الدارس هو المقصد والهدف، فالمعلم هو حجر الزاوية. وقد وضع الكرسي في هذا الإطار معايير احترافية لمعلمي اللغة العربية هدفها أن تكون معياراً لكل المعلمين وواضعي المناهج في علم اللغة التطبيقي، إلى جانب تنفيذ بعض الاختبارات المعيارية القياسية المحددة للكفاءة اللغوية. والأمل كل الأمل أن توازي هذه المعايير المعاييرالدولية المعترف بها.وأن تسبق ماعداها على المستوى المحلي .معايير تجعل من المعهد والكرسي مرجعية محلية ودولية لكل برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
لزيارة موقع المشرف على الكرسي اضغط هنا
المشرف على كرسي أبحاث تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
سعد بن علي بن وهف القحطاني