اللغة العربية لغة القرآن التي أنزل بها على رسوله الكريم محمد (ص)، والتي كتبت بها سُنّتُه ونَهجُه. هي اللغة الرسمية لأكثر من350 مليون عربي ينتشرون جغرافيّاً عبر قارتين من قارات العالم، وهي المرجع الثقافي لما يقرب من مليار ونصف المليار مسلم ينتشرون عبر قارات العالم الخمس، منهم من يعرفها، ومنهم من حالت ظروفه الجغرافية دون اللحاق بها وإدراك معانيها. والكل يُجلها ويعظمها ولا يألو جهداً في الاستزادة بها، فبها صلاتهم ونسكهم وعباداتهم. وهو مشهد تجسده نظرة واحدة للطائفين ببيت الله الحرام لملايين يدعون بها، وملايين يتمنون أن تجري على ألسنتهم.
واللغة العربية لغة عالمية معتمدة لدى كل المؤسسات والهيئات الدولية المعروفة كالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والاتحاد الإفريقي، ومؤسسات الأمم المتحدة التي تعتبرها واحدة من ست لغات عالمية رسمية؛ لذا فقد تخطى الاهتمام بها ونشر ثقافتها عبر أنحاء المعمورة النطاق المحلي ليصبح اهتماما دولياً ملحّا.
ولما كان معهد اللغويات العربية للناطقين بغيرها بجامعة الملك سعود قد خطا خطوات رائدة ومخلصة في سبيل نشر لغة القرآن لدى العديد من المسلمين وغير المسلمين من الناطقين بغيرها عبر برامجه الممتدة لسنوات طوال في مجال نشر اللغة والثقافة وإعداد المعلمين وتدريبهم، وفي ظل هذا التحول العالمي الهادر اللافت للنظر للمنطقة العربيةلم يعد سقف الطموح كما هو، بل تعداه إلى طموحات وآمال لا حدود لها.
وقد أنشئ كرسي أبحاث تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الرابع من شهر جمادى الأولى لسنة 1432هـ الموافق 7 نيسان (أبريل) 2011 في ظل أهداف جامعة الملك سعود الطامحة إلى الريادة العالمية ليمثل خطوة رائدة تستهدف إحداث نقلة نوعية في حقل الدراسات اللغوية بصفة عامة، والدراسات التطبيقية بصفة خاصة، وذلك عبر اعتماد مناهج وأساليب ناجعة، وتحقيق إضافة نوعية في مجال البحث الأكاديمي والتخطيط التربوي والإنتاج العلمي في كل ما يتصل بتعلم العربية وتعليمها. يأتي ذلك عبر خطة متكاملة تشتمل على أنشطة للبحث والتأليف والنشر والتدريب وخدمة المجتمع، من خلال إقامة ورش عمل ومؤتمرات علمية، وإصدار سلاسل تعليمية، والاهتمام بالبرمجيات الحاسوبية المتقدمة لتعليم العربية للناطقين بغيرها، علاوة على استشراف آفاق التعاون مع المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية ذات الصلة من أجل تنسيق جهود التعاون في مجال خدمة اللغة العربية. وقد بدأ الكرسي أولى خطواته بوضع المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية (ACTFL ) جهة استشارية علمية للكرسي بغرض الحصول على إجازات معتمدة في مجال برامج تدريب الممتحنين تجعل من معهد اللغويات العربية للناطقين بغيرها وكرسي أبحاثهِ رائدين ليس على المستوى المحلي فحسب، بل والدولي كذلك.